بقلم : حيدر عبدالله الزركاني
موقف علي ابن ابي طالب امير المؤمنين ( عليه السلام ) من قاتله موقف متفرد كما هي مواقف علي كلها لن تتكرر على مدى الدهر . فهو يقول لولده الحسن (عليه السلام ) بعد ان القي القبض على المجرم القاتل بصوت تملاه الشفقة والرحمة :" ارفق يا ولدي بأسيرك، وارحمه وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرتجف خوفا وفزعا؟ "
ولما تعجب الحسن عليه السلام منه قال له : " يا أبه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به؟ " فأجابه علي عليه السلام قائلا : " نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلاّ كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فأطعمه يا بني مما تأكله ، واسقه مما تشرب ، ولا تقيد له قدماً ، ولا تغل له يداً ، فإن أنامتّ فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وإن عشت فأنا أولى بالعفو عنه ، وأنا أعلم بما أفعل به ، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً "
فما احوجنا اليوم الى استحضار هذا الموقف الفريد ونحن نواجه اخطار الحقد والكراهية لبناء اسس جديدة للعيش المشترك . دون اهمال القصاص العادل " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" . فعلي اولى بالعفو