بقلم: عبد الزهرة تركي الفتلاوي
انها المقولة المشهورة للأستاذ الكبير
مصطفى جواد نستعيرها اليوم ونترحم عليه0أما مقولة الاستاذ الاديب الشاعر احمد
المحنا فهي (لا تقل وقل) مستندا الى قوله تعالى (فَلَا
تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) ومناسبة هذا الاستدراك هي وجود خطأ شائع عند جل
الفقهاء وهو استعمال مصطلح الفطرة في غير محله 0 فيقال (زكاة الفطرة) و لا يقال
(زكاة الافطار) وشتان بين الكلمتين في معناهما اللغوي ومدلولهما العقلي0 فلنتفحص
أولا معنى الفطرة0 قال تعالى (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)
ماهي الفطرة ؟ ورد في كتب الشريعة الاسلامية شروحات عديدة وآفاق واسعة
لمعنى الفطرة وسنعرض أهمها :
الفطرة لغة : أصل الفطر ؛ الشق طولا 0
يقال فطر فلان كذا فطرا وأفطر هو فطورا
وانفطر انفطارا . قال : هل ترى من فطور؟ أي اختلال.وفطر الله الخلق وهو ايجاده الشيء
وابداعه على هيئة مترشحة لفعل من الافعال فقوله : فطرت الله التي فطر الناس عليها .
فإشارة منه تعالى الى ما فطر أي أبدع وركز في الانسان من طبائع }
الفطرة اصطلاحا (هي الشعور الذاتي الذي
يحسه الانسان من نفسه ، و لا يعرف له مصدرا و لا تفسيرا كالواخز الذي يشعر به حين
يفعل أو يحاول أن يفعل أمر ما) أو: هي
الهيئة الخاصة الّتي خلق بها الإنسان و فيها تلك الخصائص التي أودعها الله فيه
وميزه عن بقية خلقه .
أما الافطار فهو الاكل بعد الامتناع
عنه فيقال: جلست الأسرة حول مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك تنتظر آذان المغرب
(ورد في الحديث الشريف ( إذا توارى القرص كان وقت الصلاة و الإفطار) (وفي الحَدِيثِ : إِذا أَقْبَلَ اللَّيْلُ
وأَدْبَرَ النَّهَارُ فقد أَفْطَرَ الصائِمُ : معناهُ حانَ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ
وقِيلَ : دَخَلَ في وَقْتِه أَي الإِفْطَارِ وقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنّه قد صَارَ في
حُكْمِ المُفْطِرِين وإِنْ لم يَأْكُل ولم يَشْرَبْ ومنه الحديث : أَفْطَرَ
الحاجِمُ والمَحْجُوم أَي تَعَرَّضَا للإِفْطَارِ وقِيلَ : حَانَ لَهُمَا أَن
يُفْطِرَا وقِيلَ : هو على جِهَةِ التَّغْلِيظِ لَهُمَا والدُّعاءِ . كُلّ ذلك
قالَهُ ابنُ الأَثير . ويقال : ذَبَحْنا فَطِيرَةً وفَطُورَةً بفَتْحِهِمَا أَي
شاةً يَوْمَ الفِطْرِ)
و ( عيد الفطر ) العيد الذي يعقب صوم
رمضان و ( زكاة الفطر ) صدقة واجبة يقدمها المسلمون إلى المحتاجين بمناسبة عيد
الفطر) فهناك بون شاسع بين الفطرة والفطر
فقل (زكاة الفطر) ولا تقل (زكاة الفطرة) وبعبارة ثانية (لا تقل زكاة الفطرة) بل
قل( زكاة الفطر)