السندس في لغة العرب

 

بقلم: عبد الزهرة تركي الفتلاوي


(السُّنْدس بالضَّمّ البُزْيُونُ قالَه الجُوْهَرِيُّ في الثُّلاثِيِّ على أَنّ النُّونَ زائِدةٌ وقالَ اللَّيث : إِنَّه ضَرْبٌ من البُزْيُونِ يُتَّخَذُ من المِرْعِزِّي . أَوْ ضَرْبٌ من البُرُودِ وفي الَحِديثِ : أَنَّ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وآله وسَلَّمَ بعثَ إلى عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه بجُبَّةِ سُنْدُسٍ قال المُفَسِّرونَ في السُّنْدُسِ : إِنّهُ رَقِيقُ الدِّيباجِ ورَفِيعهُ وفي تَفْسِيرِ الإِسْتَبْرَقِ : إِنّه غَلِيظُ الدِّيباج ولم يَخْتَلِفُوا فيه معَرَّبٌ بلا خِلافٍ عندَ أَئمَّةِ اللُّغَةِ ونَصُّ اللَّيْثِ : ولم يَخْتَلِفْ أَهلُ اللُّغَة فيهِمَا أَنَّهما مُعَرَّبَانِ أَي السُّنْدُس والإِسْتَبْرَق) (أن القرآن الكريم قد تضمن طائفة من الكلمات الأعجمية التي أدخلها العرب في كلامهم وصقلوها بالاستعمال ومن ذلك الاصر، أواه ، تنور ، حطة، الرس ، الرقيم، زنجبيل، سجين، سندس، استبرق، فردوس، ياقوت، الخ 000وكانت هذه الكلمات مثار جدل العلماء إذ كيف يتضمن القرآن ألفاظا أعجمية مع قوله تعالى فيه : بلسان عربي مبين0والرأي أن هذه الكلمات وان كانت أعجمية الأصل إلا أنها باستعمال العرب لها قد أصبحت من لغتهم وأضحت عربية خالصة يقول السيوطي نقلا عن أبي عبيدة وذلك أن هذه الحروف أي الكلمات أصولها أعجمية كما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلى العرب فأعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب فمن قال أنها عربية فهو صادق ومن قال أنها أعجمية فهو صادق) والسندس من ثياب اهل الجنة قال تعالى (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا) انشد (القاسم بن علي الحريري 1054 - 1122م لله مَنْ ألبسنى فَرْوةً ... أضحتْ منَ الرِّعدةِ لي جُنَّهْ ألبَسَنِيها واقِياً مُهجتي ... وُقِّيَ شرّ الأنسِ والجِنَّهْ سَيكتسي اليوم ثنائي وفي ... غدٍ سيكسي سُندُسَ الجَنَّهْ) (وقيل السُّنْدُس ضرب من البُرود) ( روي عن أَنس أَن ملك الروم أَهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مُسْتُقَةً من سُنْدُسٍ فلبسها رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فكأَني أنظر إلى يديها تُذَبْذِبانِ فبعث بها إلى جعفر وقال ابعث بها إلى أَخيك النَّجاشي هي بضم التاء وفتحها فَرْوٌ طويل الكمين وقوله من سندس يشبه أَنها كانت مكفوفة بالسندس وهو الرفيع من الحرير والديباج لأن نفس الفَرْوِ لا يكون سندساً) (أَنشد أَبو عبيدة ليزيد بن حَذَّاق العَبْدِيّ أَلا هل أَتاها أَنَّ شَكَّةَ حازم لَدَيَّ وأَني قد صَنَعْتُ الشَّمُوسا ؟ وداويْتُها حتى شَتَتْ حَبَشِيَّةً كأَن عليها سُنْدُساً وسُدُوسا الشَّمُوس فرسه وصُنْعُه لها تَضْمِيرُه إِياها وكذلك قوله داويتها بمعنى ضمَّرتها وقوله حَبَشِيَّة يريد حبشية اللون في سوادها ولهذا جعلها كأَنها جُلِّلَتْ سُدُوساً وهو الطَّيْلَسان الأَخضر) وقد يقال لكل ثوب أخضر سدوس (قال ابو تمام الطائي كذا فليجلّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ ... وليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذرُ تُوفيتِ الآمالُ بعد محمدٍ ... فأصبح في شُغْلٍ عن السَّفَََرِِ السَّفْْرُ تردَّى ثيابَ الموتِ حْمراً فما أتىَ ...لها الليلُ إلا وهي من سندسٍ خُضْرُ) (ومن شعرعبد الله النحلي المتوفي سنة 264 هـ وقد حبسه المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية رأيتك تكسوني غفارة سندس بثوب حرير فيه للرقم ألوانُ فعُبَّرَ لي أن الحرير جريرةُُ وعُبَّرَ لي أن الغفارة غُفرانُ) (وقال مسعر بن مهلهل يصف ما أفتنت العيون بها وهن النور وكأنما نَوّارُها برياضِها للمبصريةِ سندسُُ منشور)

أحدث أقدم