الأستاذ الدكتور : صادق المخزومي
مهنة قديمة، تختص بها بعض أصحاب رؤوس
الأموال، ملاكها: تَمْيِيزُ النقود وإِخراجُ الزَّيْفِ منها، وبيع العملات وشرائها
وتسهيل التحويلات المالية والعمليات المصرفية كالرهن وغيره. ودليل على قدم المهنة
ذكر الصياريف وتنقادهم الفرزدق (-110هـ/ 732م) في وصف ناقته : [البسيط]
تنفى يداها الحصى في كلِّ هاجرة
نفيَ الدراهيم تنقاد الصياريف
الصيرفة من المهن البارزة في النجف
سابقا، وكان الصرافون له دور بارز في تنظيم الحياة التجارية و تنميتها، إذ كان
دورهم هو دور المصارف في الوقت الحاضر، وتحولت الصيرفة اليوم الى تبديل العملات
وبيعها في سوق الكبير والمناطق التجارية.
كان عبد المحسن شلاش وكيلا للبنك
العثماني في النجف، يدفع حوالات الحكومة العثمانية الى "آل رشيد" في
حائل عن طريق النجف، ويقبل كثيرا من الحوالات من مختلف الجهات من الخارج، نحو:
إسطنبول، بيروت، إيران، الهند، والخليج؛ بالإضافة الى قبوله الحوالات في أغلب
المدن العراقية ودفعها من قبله. ومن أبرز نشاطاته في أول أيام الاحتلال الإنكليزي
للعراق، أن احتاج البنك العثماني الى مبلغ نقدي من الليرات العثمانية، فسأل الحاج
محسن شلاش برقيا عما إذا كان يستطيع أن يدفع لحاكم الشامية السياسي المقيم في
النجف مائة ألف ليرة عثمانية نقدا على حساب البنك العثماني؟ فأبرق باللإيجاب وسلم
الحاكم مائة كيس أخرجها من بيته .
الترجمان : كان من يدخل
السوق الكبير يجلب انتباهه أصوات الروبيات الهندية الاتجليزية، وهي مسكوكات
فضية، رالتي تتقاطر في أيدي الصرافين الجالسين أمام شبكاتهم على جانبي السوق، ولها
صوت متوالٍ حسب عدد الروبيات، وكان للروبيات صوت خاص يدغدغ الاسماع، لم يوجد في
غيرها من المسكوكات، ولذا كانوا يستعملونها- فقط- لجلب انتباه المارة. وكان لبعض الصرافين محلات خاصة، نحو: الحاج
مصطفى الصراف، والحاج عباس شكر وغيرهما، ولكن الأغلبية كان لكل منهم كرسي في جانب
السوق، خارج المحلات، وأمامه صندوق مغطىبصفحة حديدية مشبكة، يعرض فيها الصراف
نقوده المعدنية والورقية المختلفة، وهو- باستمرار- يقلب الروبيات من يد ليد بصورة
فنية رتيبة، فيخرج الصوت رتيبا متتاليا أيضا، لا يتسنى لأي أحد إلا بالتمرين
والممارسة. وكان الصراف يبدل نقدا بنقد آخر، الدينار بالليرة الذهبية العثمانية،
او الروبية الفضية الإنجليزية، أو الريال السعودي، أو غيرهما من نقود الدول
المجاورة والعملات الخارجية.
- أقدم محلات للصيارفة هم ال شكر، وايضا
لقبوا آل الصراف، ومحلاتهم منتشرة في بداية سوق الكبير؛ وكذلك كان سيد هاشم الصراف
من اقدم الصرافين في بداية السوق الكبير، صوب باب الصحن. كان الصراف يجلس في سوق
الكبير وأمامه صندوق مربع مشبّك عمقه 30 سم، ويتلاعب الصراف بدراهم (تنقاد الدراهيم) تحدث صوتا، يعلن عن وجود صراف
للعملة.
الصراف مهنه تلقب به بعض الأسر النجفية:
- آل شكر من شمر سنجارة، سكنوا محلة
المشراق، ويلقبون احيانا بالبزرجي، هناك
فخد منهم عملوا في مهنه الصيرفة، لقبوا به، وكان اكثر اعمالهم في حايل بالسعودية.
: قسم من الصائغ الشمريه لقبوا بالصراف منهم: أمين سكن السماوة، ولعل أبرز شخصيه من ال شكر حاج
عبد الله الصراف [الحاج عبد الله عبد
الرسول الصرّاف الرئيس الثاني لغرفة تجارة النجف
في أول تأسيسها 5 شباط 1950] ؛ ومن ال شكر حامد الصراف مدرس الرياضيات
والمدرس علي الصراف. ولذا يبدو إنّ أول من زاول مهنة الصرافة [في النجف] هم ال
شكر، ولقبو بعدئذ بالصراف .
- آل الصراف آل حسيني الصراف من مذحج،
وهم اليوم مع آل إبراهيم، سكنوا محلة الحويش،
وهم حمود وإبراهيم الصراف واولادهم منهم خالد ووليد وحامد واخوتهم.
- السيد هاشم الصراف من السادة ال الخياط
العواودة، وكان صرافا وقسم من اهل النجف
وغيرهم ترهن عنده
- السيد محمود والسيد منعم اولاد السيد
سعيد الصراف الموسوي، الملقب بالجبلي نسبه إلى جبل حائل هولاء من الساده ال محمود
بغن الموسوية، كانوا خدم بالصحن العلوي ثم تركوا العمل؛ وهم أولاد عم محمد علي
طبار الهوى، واليوم أولادهم موجودون.
الأستاذ الدكتور صادق المخزومي |
ولهم ثلاث وثائق وقفت عليها، تكر لقب
الصراف، أقدمها مؤرخة في (1274هـ/ 1858م) صالحت العلوية طيبة بنت السيد موسى
الصراف أخاها السيد علي الصراف عن تركتها في الدار في محلة العمارة والأثاث،
بشهادة أخيهما السيد جواد ابن السيد موسى الصراف، في آخرين .
الصرافين:
- سيد هاشم الصراف اقدم صراف في بداية
السوق الكبير من صوب باب الصحن .
- مصطفى البهبهاني الصراف، كان محله في
بداية سوق الكبير- قرب الصحن، يشغل محله الحاج شامل العابدي (صائغ)، ظل إيجار محله
وقف الى إنارة الحضرة العلوية، قال طالب مرزة: سلمت 18 مليون دينار، بدل ايجار
المحل الى إدارة العتبة العلوية في 2019.
ماجد الصراف: الشيخ مصطفى الصراف، توفي في النجف ودفن في الملك الخاص
به، وهو مجاور لباب الساعة من الصحن العلوي المطهر، وأولاده هم: عبد المحمد ، و
صالح ، وناجي الذي كان يشغل منصب وكيل في وزارة الخارجية، وأيضاً كان رئيس تحرير
أحدى الصحف أنذاك، وعلاوي، وعلاء، وعبد الزهرة الذي شغل منصب مدير تأمين الشركة
الوطنية، وعبد النبي، وجواد، وعبد الرسول. والذين تم سفيرهم من أولاد الشيخ مصطفى
الصراف هم: عبد المحمد ، وصالح .
- حسن الصراف إبن الشيخ حمود الصراف محله
في السوق الكبير، في ملك له في عگد
الشبيبي ( عگد اليهودي )
حامد الصراف: الحاج (حمود حسين) أبن
الشيخ ( محمد الصراف ) وهو جدي كان له عشرة أولاد، وهم: خالد الصراف، وكان مسؤولاً
للنجف أيام حزب البعث في بداياته، وله تاريخ كبير في هذا المجال، وكذلك وليد
الصراف وكان أحد أعضاء حزب البعث أيضاً، وحسن الصراف، وطارق الصراف، وصباح الصراف،
وحاتم الصراف، ووالدي حامد الصراف، وغيرهم.
المصارف الحكومية: مصرف الرافدين، فروع
: مصرف الرافدين (رقم 7)، مصرف حي الامير (334)، مصرف الحي الصناعي، مصرف الرشيد
(89)، المصرف الزراعي، المصرف العراقي للتجارة، المصرف العقاري،
المصارف الاهلية: مصرف بابل؛ مصرف
الخليج التجاري، مصرف التعاون الاسلامي للاستثمار، مصرف الاتحاد العراقي، مصرف
الجنوب الإسلامي في حي الأمير، مصرف الاقتصاد والاستثمار في حي الأمير، مصرف
المنصور شارع الكوفة، مضرف الطيف الإسلامي، شارع المثنى؛ مصرف جيهان شارع مستشفى الحكيم, حي الصحة؛ مصرف بغداد/
فرع النجف.
ثمة شركات صرافة وتحويل مالي أهلية في
النجف:
....................................................
ابن منظور، لسان العرب (درهم).
- جعفر الخليلي، الهاتف، ع 482، 13 شباط 1948.
- معالم النجف ص83.
- مدونة الشيخ عباس الدجيلي.
- المخزومي، موسوعة الجغرافية الاجتماعية : النجف
الأشرف 1/ 562
- تعليقة ابو نزار العطار.
- المخزومي، موسوعة الجغراقية الاجتماعية
- تعليقة محمد رضا الاعسم.
المخزومي ، معجم الأصناف النجفية [ص ر
ف]