وزارة الثقافة تتسلم لوح حلم كلكامش وتودعه المتحف الوطني

 

 تمكَّن العراق من استعادة أقدم وأندر لوحٍ في التاريخ الإنساني المتمثل بأحد ألواح ملحمة جلجامش الذي يعود تاريخه لـسنة 3500 قبل الميلاد، بعد تعرضه للسرقة مطلع تسعينيات القرن الماضي إبّان حرب الخليج الأولى.

وتسلم العراق اللوح الأثري من الملحمة التي تعد إحدى أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ، بعد الحدث الكبير باستعادة 17 ألف قطعة آثارية دفعة واحدة أواخر تموز الماضي من الولايات المتحدة الأمريكية.

وتسلمت وزارة الثقافة والسياحة والآثار اللوح في مراسم أقامتها وزارة الخارجية  بمحضر رسمي وقعه وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم ووزير الخارجية فؤاد حسين،

ووصف كلا الوزيرين هذا الحدث بالإنجاز الكبير الذي توج جهوداً مشتركة بذلتها الوزارتان بالتعاون مع الحكومة الأمريكية وبجهود مباشرة من سفير العراق في واشنطن فريد ياسين فضلاً عن مؤسسة السميثسونيان التي بذلت جهداً كبيرا في هذا المضمار إلى جانب جهود منظمة اليونسكو.

وقد عبر الوزيران في كلمتين منفصلتين خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر وزارة الخارجية عن تثمين العراق لكل الجهود التي بذلتها الأطراف المذكورة .

فقد قال وزير الخارجية فؤاد حسين :نشكر الجهود  المبذولة من أجل استرداد آثارنا  المسروقة،وقد أطلقنا على  هذا العام ( عام دبلوماسية الاسترداد) للجهود الكبيرة المتكاتفة في الاسترداد سواء كانت الداخلية أو الخارجية،

وأضاف :لقد انتهجت وزارة الخارجية منهاجاً مهماً هو استرداد جميع الٱثار العراقية المسروقة تعكس من خلال ذلك المصلحة الوطنية، وعلى مختلف الأصعدة، حيث كان ملف استرداد الٱثار المهربة من أهم الملفات المطروحة لدينا

 إذ عملنا بالتنسيق مع الجهات الوطنية ذات العلاقة على استرداد الٱثار المهربة،واستكملنا  إسترداد (حوالي ١٧٩١٦) قطعة آثارية من عدة دول أهمها أمريكا وبريطانيا، وإيطاليا واليابان ،وماكان بإمكاننا فعل هذا لولا تكاتف جهود وزارة الثقافة والسياحة والٱثار العراقية بقيادة الدكتور حسن ناظم،وسفارات جمهورية العراق والسادة السفراء والكوادر الدبلوماسية في واشنطن ولاهاي ولندن وروما وجميع المؤسسات في الدولة   ومنظمة اليونسكو حتى تمت استعادة هذا الأثر التأريخي منها، ولايسعني إلا أن أشكر الجهود المباركة التي عملت من أجل ذلك.

وتابع : أحب أن أنوه أنَّ هذا اليوم يمثل انتصاراً على المحاولات البائسة التي تحاول سرقة تاريخنا العظيم وحضارتنا العريقة، ورسالة إلى كل من يسعى لتدمير عراق مابين النهرين، إلى أننا نسعى في سبيل الذود عنه.

وفي كلمة وجهها  وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم قال : أقدم شكري الأول إلى معالي وزير الخارجية المحترم وكادره المميز وجميع الأخوة والأخوات الذين عملوا في هذا المجال وأيضاً من العاملين في سفارتنا في واشنطن وعلى رأسهم الدكتور فريد ياسين من خلال متابعتهم الحثيثة مع المؤسسات الأمريكية ، ووزارة الخارجية، ووزارة العدل الأمريكية وأهمية القانون الذي شرع هناك والذي يمنع ويحاسب على تهريب الآثار، وكما احب أن أشكر جهود الهيأة العامة للتراث في وزارتنا على متابعتها المستمرة لهذا الملف ، الذي هو البحث عن آثارها المسروقة وما هرب منها خارج البلد، ونحن في هذا العام فعلا كما سماه معالي وزير الخارجية ،" دبلوماسية  الأسترداد"

وأضاف :أن العراق تمكن من استعادة لوح جلجامش الذي يحكي حلم "جلجامش"، هذه الملحمة التي تعد واحدة من أقدم الملاحم في العالم والأقدم في التاريخ البشري إذ تعود لـسنة 3500 قبل الميلاد.

مضيفاً : سنواصل الجهود لاسترداد كل القطع الآثارية المسروقة، متبعين الوسائل القانونية.

وقال الدكتور ليث مجيد رئيس الهيأة العامة للآثار والتراث :اليوم لدينا احتفالية في وزارة الخارجية  باستعادة لوح حلم كلكامش وعوته إلى مكانه الحقيقي وهو المتحف الوطني مثمناً جهود جميع الأطراف التي أسهمت في هذا الإنجاز.

واللوح الأثري مصنوع من الطين وكُتب عليه بالمسمارية جزءٌ من "ملحمة جلجامش" التي تعد أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.

كما استعاد العراق في الوقت ذاته قطعة أثرية أُخرى تسمى بالكبش السومري.

أحدث أقدم