مصطلح السيد في مراحل التاريخ المختلفة

 

عبد الزهرة الفتلاوي

تشير الرقم الطينية لحضارات ما قبل الميلاد الى  مصطلح (السيد) بعده رئيس المعبد ، أو رئيس مجمع الآلهة ، وكان يعين من الملك وتحت امرته عدد كبير من العاملين ، وفي حضارة بابل حوالي 600 قبل الميلاد شملت كلمة السيد كل من تقع تحت يده مسؤولية الكتب الدينية وحفظها ، وكان رجال الدين طبقة اجتماعية مميزة في البلاط البابلي ، وكانت للسيد حقوق نصت عليها القوانين البابلية)   ويعتقد علماء الآثار ان كلمة سيد في اللغات السامية تعني الرب .

وفي عصر ماقبل الاسلام كان السيد هو رب القبيلة ورمزها الشريف ، وكذلك تطلق كلمة السيد على الرجل المسن العارف المدبر ، وبعض قبائل العرب تطلق كلمة السيد على الرجل الحضير العظيم الاهمية ، وقيل ان نخبة قريش ساداتها ، وفي تراث القبائل اليمنية ان السيد تطلق على الرجل الخضرم من عامة القبيلة ، أو تطلق على الرجل المتوارث للإمارة كابراً عن كابر ، أو من ساد منطقته بالحلم والعقل والسلاح والمال ، وعلى العموم فان كلمة السيد في عصر ماقبل الاسلام تطلق على الشريف الذي حاز على الصفات الآتية : العقل ، المال ، الدفع ، النفع ، فمن ملك هذه صار سيدا ، وكان السيد الشريف يعصب بعصابة أي عمامة حمراء ، قال الشاعر يصف السادة :

قوم هم الرأس والاذناب غيرهم --- ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

وتأتي السيد بمعنى الناصية فيقال هو ناصية قومه أي سيدهم ، وقد ـاتي بمعنى النجم فيقال نجوم الجيش ساداتهم ، وفي عصر الاسلام استعمل رسول الله ص كلمة السيد في مواضع عدة فقد وصف سعد بن معاذ بأنه سيد قومه ،

  السيد في اللغة : كل شخص جليل في قومه ، ورد في القاموس المحيط  : السيد الذي ليس فوقه شيء ، وفي القرآن الكريم (  فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)  وفي الحديث الشريف ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )  وتستعمل  كلمة السيد في المخاطبات الرسمية كمصطلح للاحترام والتوقير ، وفي العرف الاجتماعي في منطقة الفرات الاوسط : ان كل من انتسب الى هاشم بن عبدالمطلب يسمى سيد وبالأخص منهم من ذرية علي وفاطمة (عليهما السلام)

أحدث أقدم