مؤتمر التطبيع في أربيل اكتشف التفاصيل الكاملة

 واجهت دعوات التطبيع التي اطلقت خلال مؤتمر عقد في مدينة أربيل العراقية  امس برعاية  مركز اتصالات السلام ،وهو منظمة أميركية  . رفضا شعبيا و رسميا عراقيا واسعا . فقد اصدر كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة  الوزراء بيانات شديدة اللهجة اتجاه تلك الدعوات . ونفت حكومة إقليم كردستان علمها بالمؤتمر عبر بيان رسمي متوعدة بملاحقة المنظمين




 حقيقة مؤتمر السلام والاسترداد

وكان مؤتمر (السلام والاسترداد) الذي عقد في أربيل مساء امس الجمعة برعاية  مركز اتصالات السلام وهو منظمة أميركية مقرها نيويورك ، اسسه الخبير الأميركي من أصل يهودي عراقي (جوزيف برود) ، الذي قال لوكالة فرانس برس إن نحو 300 مشارك من السنة والشيعة تجمعوا في أربيل عاصمة كردستان "من ست محافظات هي بغداد والموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وبابل".

وأضاف برود في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس "شارك أيضا شيوخ عشائر من هذه المحافظات ومثقفون وكتاب".


زعماء عشائر ومشايخ من ٦ محافظات عراقية يختارون طريق السلام مع إسرائيل والانضمام الى اتفاق السلام الإبراهيمي في مؤتمر بأربيل "مؤتمر السلام والاسترداد" برعاية "مركز اتصالات السلام"، وبحضور نخبة من الانبار والموصل وبغداد وصلاح الدين وديالى. pic.twitter.com/2Y9Rz600SP




 وشارك في المؤتمر الذي ركز على مساهمة يهود العراق في بناء الحكومة  وثقافة البلاد سابقاً وضرورة الحفاظ على العلاقات معهم كمواطنين إسرائيليين. بحسب صحيفة النهار اللبنانية حيمي بيريس، نجل الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريس، الذي تحدث بالعبرية عن الحاجة إلى علاقات السلام.

وطالب زعماء سنة بمن فيهم زعيم أكبر اتحاد عشائري في الشرق الأوسط، قبيلة شمر، وجنرالات سابقون في الجيش العراقي، بانضمام العراق إلى الاتفاقات الابراهيمية التي وقعتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل قبل نحو عام.

   جاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأته سحر الطائي مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة ببغداد، "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات إبراهيم (أبراهام). وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة وإسرائيل، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار"


 من جانبه رحب وزير خارجية الكيان الإسرائيلي بمخرجات المؤتمر وقال في تغريده نقلتها صفحة  إسرائيل بالعربي التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية قائلا "منذ تولي هذه الحكومة مقاليد الأمور، كان هدفنا توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، مشيرا إلى أن "الحدث في العراق يبعث بالأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل"."نحن والعراق لدينا تاريخ وجذور مشتركة في المجتمع اليهودي."

رد الفعل الرسمي العراقي

رئاسة الجمهورية: نرفض محاولات التطبيع مع إسرائيل ونجدد موقفنا الداعم للقضية الفلسطينية

أصدرت رئاسة الجمهورية  بيانا اطلعت عليه (المرايا ) و جاء فيه: "في الوقت الذي تؤكد فيه رئاسة الجمهورية موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، فإنها تجدد رفض العراق القاطع لمسألة التطبيع مع إسرائيل، وتدعو الى احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل.

كما تؤكد رئاسة الجمهورية أن الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم  لا يمثّل أهالي وسكان المدن العراقية، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الأهلي. "

 بيان الحكومة يعرب عن الرفض القاطع لفكرة التطبيع

وجاء في البيان الحكومي الذي وزعه  المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء :" تعرب الحكومة العراقية عن رفضها القاطع للاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل بإقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع إسرائيل.

وتؤكد الحكومة ابتداءً ان هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية العزيزة، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وانها تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلًا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام  واحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد كل مدن العراق لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة، انسجاماً مع تطلعات شعبنا وتكريساً للمسار الوطني الذي حرصت الحكومة على تبنيه والمسير فيه.

ومن جهة أخرى فان طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً  وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية، وان الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ورفض كل اشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.

و تدعو رئاسة الجمهورية الى الابتعاد عن الترويج لمفاهيم مرفوضة وطنياً و قانونياً، وتمس مشاعر العراقيين، في الوقت الذي يجب أن نستعد فيه لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة تدعم المسار الوطني في العراق وتعيد لجميع العراقيين حياة حرة كريمة.  "

حكومة الإقليم

   أعلنت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق أن اجتماع "السلام والاسترداد" الذي شهد دعوات للتطبيع، عُقد من دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، مؤكد أنه "لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقف الحكومة".

وأضافت في بيان أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية انعقاد هذا الاجتماع.


ردود فعل القوى السياسية   والشعبية العراقية

رفضت القوى السياسية العراقية  والنخب الثقافية دعوات التطبيع واعرب الباحث والكاتب العراقي عقيل غالب لصحيفة المرايا الالكترونية في النجف الاشرف  عن غضبه  ازاء المؤتمر قائلا :      

                 



فيما توعد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في تغريده له على تويتر  المشاركين في المؤتمر 

  


 

واستنكر كل من عمار الحكيم وحيدر العبادي وخميس الخنجر نتائج المؤتمر والمشاركين فيه 

و قال السيد عمار الحكيم نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق ، وأن القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى و لذلك نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله لاسترداد حقه المغتصب، وأن القضية الفلسطينية حق لا يسقط بالتقادم.

   اما رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي فغرد قائلا:

ندين دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني ونرفضها، ولن يفلح أصحابها. قيم العراق وثوابته مع فلسطين وعدالة قضيتها.الأصوات النشاز لن تغيّر المسار، ونحن على العهد باقون.


من جانبه غرد المحلل السياسي فاضل أبو رغيف قائلا :

اجتماع الخسة

حين يلتئم شذاذ الافاق ويضربوا الدماء التي سالت دفاعًا عن فلسطين وحين يبيع المبدأ لُمة من الاوغاد ممن لا يعون ما معنى ان تقف مع عدوٍ مبين ولا تكترث لدماءِ امة، فأعلم اننا نعيش مع بشر يغدرون و يخونون، الجهات المختصة مطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم فورًا.

 وأدان تحالف عزم  الذي يتزعمه خميس الخنجر ما اسمها بعض الأصوات النشاز المطالبة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.

 وقال التحالف في بيان له، إن العراق كان ولا زال رأس الحربة التي وقفت أمام تطلعات الكيان الغاصب لأرض فلسطين، التي أرتوت بدماء شهداء الجيش العراقي، ممن وقفوا على تخوم تل أبيب عام 1973، مضيفاً ان العالم بأسره لازال يتذكر أحفاد أولئك الجنود الذين ضحوا من أجل فلسطين، لايزالون تواقين لمنازلة تعيد الأرض لأصحابها وتحرر أولى القبلتين وثالث الحرمين، القد الشريف.

 المصدر : المرايا ، وكالات 

أحدث أقدم