25 أبريل, 2009
أطلقت الندوة الأولى التي أقامها مركز المرايا للدراسات والإعلام في النجف الاشرف ضمن سلسلة حوار من اجل بناء ثقافي جديد في المجتمع بالتعاون مع البيت الثقافي والتي كانت بعنوان ( تغيير ثقافة الفساد) حملة تطوعية لمواجهة الفساد و بث ثقافة جديدة في المجتمع للحد منه من خلال عدد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية تقوم بها عدد من منظمات المجتمع المدني والنشاطين من المشاركين في الندوة . وكان الباحث هادي السلامي قدم خلال الندوة قراءة في الواقع الاجتماعي والسياسي لظاهرة الفساد في العراق عبر عدد من المحاور تناولت الجذور التاريخية والاجتماعية للتقبل الاجتماعي لمظاهر الفساد وانعكاسات ذلك على الثقافة العامة عبر الأمثال الشعبية و التسميات الدارجة لعدد من الظواهر التي باتت تشكل عادات اجتماعية و أشار الباحث إلى ان ( العامل الاجتماعي يعتبر من البنى التحتية للفساد في العراق حيث يتسم المجتمع العراقي وحسب د.علي الوردي بثلاث سمات رئيسية وهي صراع البداوة والحضارة والتناشز الاجتماعي في المجتمع العراقي و ازدواجية شخصية الفرد العراقي هذه الصفات تجعل الفساد مباحا في نظر الذي يمارسه ولكن عندما يمارسه الآخرون يجهر بالشكوى وينادي بحماية القانون ومعاقبة الفاعلين بأشد العقوبات ،وان الكثير مما يعتبر في بعض الدول فسادا" ولكنها وفقا" لقيم مجتمعنا العراقي خيرا" وصلاحا" ورشادا" ، فالوساطة مثلا وفقا" للمعايير العالمية فسادا" ولكنها وفقا" للقيم والاعراف العراقية نخوة وشهامة وعلية فان المعايير المستخدمة في قياس الفساد هي ليست فقط تلك المعايير التي تضعها الدولة بل هناك ايضا المعايير التي يضعها المجتمع والتي تختلف اختلافا" كليا" عن معايير الدولة ) واستعرض الباحث عدد من الوقائع التاريخية والظواهر الاجتماعية التي تشير الى الرسوخ الثقافي الاجتماعي للفساد فيما عقب القانوني محمد عنوز مطالبا بعدم الاكتفاء بالندوات والدراسات والعمل الميداني للتغيير معتبرا ان المواطن مسؤول عن ظواهر الفساد اضافة الى منظمات المجتمع المدني والإعلام بالضافة الى المنظومة القانونية للدولة في مكافحة الفساد . وادار الندوة الاستاذ سعيد قنبر ودارت نقاشات ومداخلات من الحضور اعلن خلالها مدير مركز المرايا للدراسات والاعلام تأيده لمطالبة القانوني محمد عنوز مطلقا حملة تطوعية لبث ثقافة جديد لمواجه الفساد مشيرا الى ان مركزالمرايا للدراسات والاعلام يؤمن بأن البناء الثقافي للمجتمع واحد من اهم عوامل التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتقع على قادة الرأي من ادباء ومثقفين وفنانين واعلاميين مسؤولية تغيير كثير من المفاهيم والاسس التي يقوم عليها ذلك البناء . وقد لقيت هذه الدعوة استجابة من عدد من منظمات المجتمع المدني والناشطين للاطلاق الحملة من خلال عدد من الفعاليات المتنوعة وسيعقد اجتماع للمنظمات في هذا الخصوص